استطاعت شركة IBM ان تحفر اسمها بحروف من ذهب في عالم الكمبيوتر والتكنولوجيا, واحتلت مكانه مرموقة لايستطيع أن ينكرها أحد أو ينكر ماقدمته هذه الشركة للعلم والتكنولوجيا وسهلت العمل وأساليبه بشكل خارق ودخلت إلى جميع مرافق حياتنا في جميع أنحاء العالم.
من يقف خلف هذا الإنجاز ؟ - انه طوماس واطسون من مواليد عام 1874م وهو من أبوين اسكوتلانديين هاجرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
بدأت حياة طوماس واطسون العملية من خلال عمله في شركة NCR العالمية الشهيرة كبائع تميز واكتسب خبرة كبيرة في مجاله حيث تعلم الكثير من مؤسس الشركة هنري باترسون في مجال التجارة وإدارة الأعمال. من أهم ماتعلمه طوماس واطسون من خلال عمله مع هنري باترسون كان في أهمية الحوافز المادية والمعنوية للموظفين , الأناقة والاعتناء بالمظهر, زرع الولاء والفخر في نفس كل موظف يعمل في الشركة , أهمية إنشاء فرق رياضية تابعة للشركة أعضاؤها من الموظفين أصحاب المواهب , وغيرها الكثير .
كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من حساب نسبة السكان بسبب الهجرة المتواصلة إلى أراضيها فطرحت حينها مسابقة لإيجاد طرق أفضل لحساب نسبة السكان بشكل أسهل وذلك لغرض الوصول إلى إحصاءات دقيقة . فاز شخص يدعى هيرمان هوليريث وهو ألماني مهاجر يعمل في مجال الإحصاء وكان أول من يستعمل السلك الكهربائي لالة تحسب المعلومات بشكل سريع وأسس بعد نجاحه في هذه المسابقة شركة اسماها
Tabulating Machine Company العام 1896م.
بعد أن حققت الشركة نجاحات ممتازة منذ أن تم تأسيسها اقترح شخص يدعى تشارلز فلينت هندس دمج شركة هيرمان هوليريث مع شركتين اخريين ليتم ولادة شركة جديدة تحت مسمى CTR. كان نشاط هذه الشركة متعدد الجوانب . كانت تبيع ميزان قياس البضائع والات تقطيع اللحم والجبنة , إضافة إلى ماكينات تنظيم الجداول والاحصاء وكان لديها بعد الدمج 1300 موظف وأفرع مصانع في ولايات عدة .
عانت الشركة بعد توسعها من صعوبة كبيرة في إدارتها , مما دفع فلينت إلى البحث عن شخص كفء ليساعده في إدارة الشركة , فما كان منه سوى التوجه إلى طوماس واطسون الذي كان قد ترك شركة NCR بعد خلاف حاد مع جون هنري باترسون , فكانت فرصة للرجلين لكي يتعاونا وأصبح واطسون العام 1914م وهو في الأربعين من عمرة مديراً عاماً لشركة CTR وشكل ذلك بالنسبة إليه تحدياً كبيراً ليثبت لجون هنري باترسون أنه مؤهل لتحمل مسؤوليات أكبر من طاقته .
طبق طوماس واطسون ماتعلمه في الشركة السابقة وطرح شعاراً شهيراً لموظفيه عبارة عن كلمة "THINK" حيث تكمن الفائدة من التسمية بمثابة أمر اليوم ليشغل كل موظف عقله وتفكيرة لما فيه مصلحة الشركة. كان أسلوب واطسون في الإدارة مميزاً وكان يركز كثيراً على الزبون ويقول دائماً لموظفيه .
(( ممنوع انهاء خدمات زبون يشتري من شركتنا ))
بعد 11شهراً من انضمامه إلى CTR أصبح واطسون رئيساً للشركة وخلال سنتين من انضمامه وصلت مبيعات الشركة إلى مليوني دولار ووسع نشاطها إلى أوروبا , جنوبي أميركا , اسيا وأستراليا.
وفي عام 1924م اعلنت ولادة الإسم الجديد للشركة حيث تم تغيير الإسم من CTR إلى IBM وعلى الرغم من الركود الاقتصادي عام 1930م , استطاعت الشركة أن تتقدم وتتطور مقارنة بكل الشركات التي ضعفت أو أغلقت . وخلال الحرب العالمية الثانية وضعت جميع أجهزة IBM تحت تصرف الحكومة الأمريكية وكانت الحرب نقطة تحول للشركة إلى عالم الكمبيوتر والمعلومات , وكان ذلك بعد طرح جامعة هارفرد كمبيوتر اسمته Mark1
حيث أنزلت الشركة في عام 1952م كمبيوتر اسمته IBM701 وهو أول كمبيوتر يعتمد على قناة الفاكيوم ماشكل عاملاً يميز IBM عن Mark1 والذي يعتمد على الازرار الإلكتروميكانيكية .
توالت الإختراعات ووجدت الشركة نفسها في صراع للتطور نحو الأفضل وبسرعة هائلة وكانت كلما تصل إلى اختراع جهاز تعمل على تطويره بطرح جهاز اخر بميزات اخرى متطورة .
توفي طوماس واطسون عام 1956م عن عمر يناهز 82 وخلفه ابنه جونيور بمنصب المسؤول التنفيذي الأول في الشركة حيث كان الابن محباً للكمبيوتر لذا ركز كثيراً على هذا المجال ورأى مستقبل الشركة من خلاله وكان مغامراً كوالده وتطورت الشركة بشكل مذهل حيث زاد الدخل من 900مليون دولار إلى 8مليارات .
طوماس واطسون وابنه من الرجال الذين امنوا بفكرتهم وتحدو الظروف ووصلوا إلى المجد والشهرة والمال من خلال أفكارهم وعزيمتهم , واستفاد العالم أجمع منهم .
------------------------------------------------------------------------------
المصدر : كتاب حكايات كفاح
المؤلف : كفاح فياض
دار النشر : دار الخليج للطباعة والنشر
0 التعليقات:
إرسال تعليق