على الرغم من أن غالبية الناس يعتقدون بأن نشاط شركة (هونداي) هو تصنيع السيارات , إلا أن (هونداي) هي كناية عن مجموعة شركات تعتبر أكبر مجموع في كوريا , ولديها 43 نشاطاً مختلفاً ومتنوعاً وأهمها صناعة السيارات , تصنيع السفن والبواخر , بناء المصانع , الهندسة والإعمار , الإلكترونيات والكهربائيات , المواد البتروكيمائية ومصافي البترول وأخرى حيث تعمل جميعا تحت هذا الإسم الكبير .
كل هذا بدأه شخص فقير ولد في عام 1915 م كان أبوه مزارعاً في قرية نائية في كوريا الجنوبية ترك قريته متوجها إلى سيؤول ليعمل عامل بناء في الورش والمواقع يحمل فيها الحجارة وينقل الطين انه شونغ جو .
لاحظ ان شونغ جو عانى كثيرا وكانت لقمة عيشة صعبة للغاية حيث أعطته هذه البداية دافعاً ليقوي قدراته الشخصية ويكتسب الصبر والعزيمة على تحسين وضعه المهني والإجتماعي وكان شخصاً ايجابياً ونشيطاً إلى أبعد الحدود ويأخذ الأمور بمسؤولية وجدية كبيرتين .
بدأت الحرب العالمية الثانية ولم يعد لعمال البناء عمل في ظل حرب مدمرة وشرسة لم ييأس شونغ جو – يونغ , وعمل في ورش لتصليح السيارات والشاحنات العسكرية , ومارس هذه المهنة .
بعد حوالي 5 سنوات من انتهاء الحرب , افتتح شونغ جو – يونغ ورشة لتصليح السيارات , وكان عمره حينها 32 عاماً , وبعدها بسنة , وبسبب طموحه اللامحدود , أسس شركة للهندسة والمقاولات أسماها (هونداي) وهي كلمة كورية تعني (الوقت الحاضر)
وبعد نجاح توسعات شركته افتتح شونغ جو – يونغ مصنع (هونداي) للسيارات العام 1967م وكان نشاطه في البداية تجميع سيارات (فورد) في كوريا .
وفي بداية السبعينات فاز بعقد قيمته مليار دولار لبناء ميناء في منطقة الجبيل في المملكة العربية السعودية , وتابع شونغ جو – يونغ مغامراته التجارية والتصنيعية فبدأ العام 1973م بتأسيس أكبر مصانع لبناء السفن وترميمها مع أنه لم يكن لديه أدنى خبره أو معرفة في بناء السفن .
وفي العام 1975م ظهرت أول سيارة كورية كانت من صنع هونداي واسمها PONY
وفي العام 1983م اسس شونج جو – يونغ شركة هونداي للإلكترونيات وكان نشاطها الأساسي تصنيع الكمبيوتر وتطويرة , ومرة أخرى نراه يدخل مجالاً جديداً لايعرف شيئاً عنه وينجح فيه .
نفهم من الأحداث المتسارعة الأخيرة في عملية التطوير والتنمية بأن شونج جو – يونغ كان شخصاً مقداماً ومخاطراً من الدرجة الأولى . لذا بلغ حبه للمغامرة درجة المقامرة .
وكانت فلسفة شونغ جو – يونغ نابعة من قناعات راسخة , وهي أن الإنسان يجب أن يسعى دائماً إلى تطوير حياته , وأحلى شعور هو إيجاد وظائف ومهن وعمل لألاف الأشخاص يعيشون منها ويسهمون في نهضة بلادهم .
كان تركيزه الدائم على الأبحاث والتطوير , وكان يؤمن بأن كل مايستطيع الإنسان تخيله أو تصوره يستطيع أن يحققه , وأن تأخر هذا الأمر لايعني أن يستسلم الإنسان لذلك ويندب حظه .
مازال شونج جو – يونغ حياً , ويقوم بعمله بنشاط وحيوية على الرغم من تخطيه الثمانين .
------------------------------------------------------------------------------
المصدر : كتاب حكايات كفاح
المؤلف : كفاح فياض
دار النشر : دار الخليج للطباعة والنشر
------------------------------------------------------------------------------
المصدر : كتاب حكايات كفاح
المؤلف : كفاح فياض
دار النشر : دار الخليج للطباعة والنشر
0 التعليقات:
إرسال تعليق